الدفتر الموزع هو أساس المحاسبة، وهو قديم بقدر قِدَم الكتابة والنقود.

الدفتر الموزع:كانت الدفاتر تُصنع من الطين والخشب والحجارة وأوراق البردي، والورق فيما بعد، وعندما انتشرت أجهزة الكمبيوتر، تحولت السجلات الورقية لسجلات رقمية، عبر إدخال البيانات يدويًا عادة.
كانت الدفاتر الرقمية المبكرة تشبه عملية الفهرسة والمحاسبة الورقية العادية، فقد أصبحت مجرد وسيلة لتسهيل الأمور، ولكن مازالت المؤسسات معتقدة على الورق في كل شيء.

لكن الطاقة الحاسوبية والتطورات في العملة المشفرة، والخوارزميات الجديدة سمحت بإنشاء الدفاتر المُوزّعة.

إن الدفتر الموزّع هو قاعدة بيانات تُحفظ وتُحدث بشكل مستقل بواسطة كل مشارك (أو عقدة) في شبكة أكبر. وتوزيعها متفرد، فالسجلات لا توصل بعقد متنوعة بواسطة هيئة مركزية، ولكنها تُبنى بشكل مستقل وتُحفظ في كل عقدة، أي أن كل عقدة في الشبكة تعالج كل معاملة، وتقوم بحساباتها الخاصة، ثم تصوت على الاستنتاجات التي وصلت لها للتأكد من موافقة الأغلبية عليها.
بمجرد وجود إجماع، يُحدث الدفتر الموزع، وتحتفظ كل العقد بنسخة متطابقة من الدفتر. يسمح هذا ببناء نظام تسجيل يتجاوز قاعدة البيانات البسيطة.

تحتوي الدفاتر الموزعة على العديد من الخصائص والقدرات التي تسمح لنا بإنشاء وتأمين أنواع علاقات جديدة في العالم الرقمي.

أهم صفة في هذه العلاقات الجديدة هي تجنب تكلفة الثقة التي تنشأ تلقائيًا نتيجة صفات وبنية الدفاتر الموزعة.

يمثل ابتكار الدفاتر الموزعة ثورة في كيفية جمع وتوصيل المعلومات، فهي تنطبق على البيانات الثابتة (السجلات)، والبيانات المتحركة (المعاملات). تسمح الدفاتر الموزعة للمستخدمين بعدم الاحتفاظ بقاعدة البيانات وحسب، بل استغلالها والتلاعب بها واستخلاص قيمة منها، فقد أصبح الأمر لا يتعلق بالاحتفاظ بقاعدة بيانات، بل بإدارة نظام تسجيل.